لا شك كل منّا ينتظر يوم التأسيس لأحتفال بِه بارتداء الأزياء الشعبية التي تمثّل منطقتهُ، فالمعنى يقتصر بينا عن هذا اليوم أزياء شعبية وبراقع مستحدثة!

فالمعنى الحقيقي عن يوم التأسيس حكاية مؤثرة غير قابلة للتخليص، وتاريخٌ ممتد عبر ثلاثة قرون من الشجاعة والعطاء والأمان، ومُنذ عام 1727 م، نحُن نعيش في دولة موحّدة تحت دستور شريعة الله وسنة مُحمد، فقبل هذا اليوم كان أجدادنا يعيشون في ظلال الصوفية، فعندما بدأت كتابة روايتي ” غالية البقمية” أحدى أبطال الدولة السعودية الأولى التي دافعت عن مدينتها بكُل شراسة أمام العثمانين، أدركت أن تاريخ أبطالنا الذي ذهبت أرواحهم فداء للوطن، يمتد امتدادًا عظيمًا في عُمق التاريخ نفسه، لا روايات ولا تاريخ ولا مجلدات تستطيع حصرها في آن واحد! فلماذا لا نتغنى بتاريخنا بدلاً عن الأزياء؟

و بدأءً من مؤسس الدولة السعودية الأولى، الأمام محمد بن سعود -طيّب الله – الذي دافع عن ثرى هذا الوطن في رحلةٌ طويلةٌ من معارك حقق فيها أنتصاراتٌ عظيمة، للتأسيس دولةٌ قائمة على شريعة الاسلامية، فتاريخهُ محفوراً في ذاكرة هذا العالم، ارتباطاً بأرضه وقوتهُ التي كانت رمزاً متوارثة منذ مئات السنين.

فنحن اليوم نعيش في أكناف حكّامنا آل سعود، وفي ثرى وطنٌ يمنحنا الامتنان لأرضه، وارتباطاً بحكامهُ، وما أفخر بهِ ويفخر بِه كل سعودي، أننا نعيش في لُحمة الوطنية التي تفتقرها بعض الدول، فأعتقد أنها ثروة خاصة توارثناها من يوم التأسيس، فهي صفة أصيلة في نفس كُل سعودي.

فلا يقتصر يوم التأسيس على الاحتفاء بِه، بل هو نهضة اقتصادية واجتماعية كبيرة، أمتدت من تلك اليوم على عصور من أجيالٌ متتالية، فلماذا لا يكون هذا العامُ مختلف عن العامين الماضين، فيكون يومًا مخصصًا لتثقيف أبناءنا عن تاريخ وطنهم؟ بدلاً من المسارعة في شراء أزياء شعبية أغلبها لا يمثّل تراثنا الحقيقي.